التعايش هو التعارف بين الأمم والجماعات والأفراد بهدف بناء علاقات متكافئة ومتبادلة، ونبذ كافة مظاهر العنف والحقد والكراهية، وتعتبر مدخل مهم لبناء الحضارة، ومن هذا المنطلق توجد عدة قيم للتعايش تتمثل فيما يلي:
1ـــ قيمة الحوار: تعد قيمة الحوار بمثابة مفتاح التعايش؛ لأن الحوار هو عنوان التعايش والتعبير الأسمى عن مضمونه؛ لأن الحوار هو الخطوة الأولى في مسيرة المجتمع نحو التعايش، وبالحوار يمكننا معرفة آراء المتحاورين، وتقييمها وتطويرها باستمرار عبر الرأي والرأي الآخر.
2ـــ قيمة احترام الآخر: ومن القيم الداعمة للتعايش قيمة الاحترام؛ لأن الاحترام في حقيقته حالة من سمو الذات توجب على صاحبها مراعاة قواعد العيش المشترك، وبهذا يصبح الاحترام قيمة عليا في الضمير الاجتماعي الذي عادة ما يكون قيمة موازية لقيمة النظام والقانون.
3ــــ قيمة
التسامح: كما أن من مظاهر التعايش قيمة التسامح، وهي قيمة ترتبط
بالقدرة على أن يكون المجتمع متصالحاً مع نفسه ومعبراً عن ذلك التصالح من خلال
التنوع والتعدد في التوجهات المختلفة بين أطيافه، وبالتالي فإن التسامح يعد دليلًا
مؤكدًا لوجود التعايش وجوداً حقيقياً لا فرضيًا.
4ـــ النقد الذاتي: يعتبر النقد الذاتي من أهم ضمانات التعايش، حيث إن النقد الذاتي يجعل المجتمع خاليا من رفض الآخر باستمرار، وبالتالي يؤدي التعايش في أي مجتمع إلى منع الارتداد إلى حضيض الأمراض الاجتماعية المزمنة من قبلية وطائفية.
5ـــ قيمة
المواطنة: يعتبر التعايش والمواطنة وجهين لعملة واحدة، على اعتبار
أن المواطنة ملخص لحالة الفرد في الدولة؛ تقوم عليه المساواة التامة بين جميع
أفراد الشعب أمام النظام والقوانين، وبعيداً عن أي اعتبار للقبيلة أو للون أو
للعرق أو للطائفة.
وترتيبًا على ماتقدم فإن قيمة التعايش تعد من
أركان بناء أي حضارة قادرة على العطاء وتريد أن تخدم الإنسانية وتنفعها، وأن تحفظ بقاءها واستمرارها.
0 comments:
Post a Comment