الجانب الإنساني للحضارة البشرية

الجانب الإنساني للحضارة البشرية

 

     كثيرًا مايثور التساؤل عن المعيار الفاصل والمحدد للمجتمع الحضاري عن غيره من الحضارات، وهل الأمر يتوقف على النواحي المادية للتقدم الحضاري، أم أن الأمر يتوقف على النواحي الإنسانية؟، وحين سألت إحدى الطالبات عالمة الأنثروبولوجيا مارغريت ميد ذات مرة عما تعتبره أول علامة على الحضارة في ثقافة ما؟.


    توقعت الطالبة أن تتحدث عالمة الأنثروبولوجيا عن الفؤوس أو الأواني الفخارية أو الأحجار وذلك انطلاقًا من المنظور المادي والشكلي للحضارة، ولكن قالت ميد إن أول علامة على الحضارة في ثقافة قديمة هي إثبات وجود شخص شفي من كسر في عظم الفخذ.


    أوضحت ميد أنه في مملكة الحيوان ، إذا كسرت ساقك، تموت، لا يمكنك الهروب من الخطر، أو الذهاب إلى النهر لشرب الماء، أو الصيد لإطعامك، تصبح لحمًا طازجًا للحيوانات المفترسة. لا ينجو أي حيوان من ساقه المكسورة لفترة كافية لشفاء العظم،

      إن كسر عظم الفخذ الذي تم شفاؤه دليل على أن شخصًا ما قضى وقتًه  في البقاء مع الشخص الذي سقط، وجبره، ووضع الشخص في مكان آمن واعتنى به حتى تعافى، إن مساعدة شخص ما في تحدي الصعاب هي نقطة انطلاق الحضارة، إذ إن الحضارة هي تكاتف المجتمع.

     إن إعلاء الجانب الإنساني للحضارة البشرية هو الركن الأساسي للحضارة، ولا يعني ذلك التغاضي عن الجانب الشكلي للحضارة، لاسيما أن الجانب الشكلي يعكس قيمة الذوق الرفيع لدى الإنسان المتمدن.

 

 


شاركه على جوجل بلس

عن human civilization

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 comments:

Post a Comment