يقدم كبار السن إسهامات
عدة للمجتمع عن طريق العمل التطوعي ونقل الخبرات والمعرفة للأجيال الأخرى من خلال
خبرتهم التي اكتسبوها في الحياة، ويبلغ عددهم ــــ الذين تجاوزوا الستين عامًاــــ
في العالم أكثر من 800 مليون مُسن، كما يتوقع زيادة العدد لأكثر من بليوني مُسن
بحلول عام 2050م.
يعاني
كبار السن مشكلات صحية عدة خاصة بهذه الفئة، فالعديد منهم يفقد القدرة على الحركة
أو تُصبح حركته محدودة، ويعتمد البعض على الآخرين في تلبية حاجاتهم، كما يعاني
البعض مشكلات جسدية وعقلية ونفسية تتطلب رعاية طبية طويلة الأجل، ومن المهم مساعدة
كبار السن، خاصة عند ظهور مشكلات نفسية؛ حيث إنهم غالبًا ما يترددون في طلب
المساعدة.
تعني رعاية المسنين توفير الاحتياجات الخاصة والمتطلبات المميزة للمواطنين
من كبار السن، والذي يتضمن خدمات مثل المساعدة المعيشية، والرعاية النهارية
للبالغين، والرعاية طويلة الأجل، ودور التمريض، ورعاية المسنين، والرعاية المنزلية،
ومن الملاحظ انتشار رعاية المسنين بشكل واسع على المستوى الدولي.
وبناءً على ماتقدم يتطلب حماية كبار السن تقديم الخدمات العلمية والصحية
والإسكانية لكبار السن حتى يتجاوزوا محن الحياة المختلفة ويصبحوا قادرين على
العطاء، إضافة إلى التمكين الاقتصادي لكبار السن في المؤسسات المختلفة للاستفادة
من خبراتهم وقدراتهم في معالجة المشكلات الفنية المختلفة، ومن ثم فإن رعاية كبار
السن لا تعمل على استنزاف موارد الدولة، بل إن رعايتهم يستهدف تمكينهم من المشاركة
في التنمية الاجتماعية.
يتم الاحتفال عالميًا كل عام باليوم العالمي للمسنين في 1/10/2022 أو اليوم
العالمي لكبار السن لمعرفة كمية المساهمات التي يقدمونها، حيث يتيح الفرصة لتسليط
الضوء على الإسهامات الكبيرة التي يقدمونها في المجتمع، ويهدف إلى رفع مستوى الوعي
بالمشاكل والتحديات التي يواجهونها في عالم اليوم،
يمكن تفعيل الإدماج
الرقمي للمسنين، ومعالجة الصور النمطية والتحيز والتمييز المرتبط بالرقمنة مع
مراعاة المعايير الاجتماعية والثقافية والحق في الاستقلال الذاتي؛ حيث يؤدي الاستفادة
من التقنيات الرقمية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بشكل كامل، ومعالجة المصالح
العامة والخاصة، في مجالات الوفرة والاتصال والتصميم والقدرة على تحمل التكاليف
وبناء القدرات والهياكل والابتكار.
وهناك عدة ملاحظات يتعين إدراكها:
تعد مرحلة الشيخوخة المرحلة النهائية لعمر الإنسان، فعندها تضعف قوة الإنسان البدنية، وإن كان يمتلك العديد من الخبرات التراكمية التى كونها على مدار عمره، لذلك تسعى الكثير من المصالح والهيئات إلى الاستفادة من تلك الخبرات للعمل لديها بوصفهم مستشارين.
يعد أمراً مؤسفاً للغاية أن يصبح كبار السن غير قادرين على مواصلة مسيرتهم فى ظل جائحة كورونا المهددة للبشرية، حيث تضعف مناعتهم فى التصدى لفيروس كورونا المستجد(Covid 19)، ويضطروا للمكوث فى المنزل خوفاً من انتقال العدوى إليهم.
يجب على الدولة أن تدعم كبار السن حتى تتمكن من الاستفادة من خبراتهم المتراكمة عبر السنين، حيث يمكن الاستفادة منهم فى كافة المجالات لإيجاد حلول جدية للمشكلات التى يعانى منها المجتمع، فدعم كبار السن لا يخلو من فائدة تعود على الدولة فى الحاضر والمستقبل.
ألا ينبغي للمجتمع المدنى وسائر تنظيماته أن يراعى كبار السن كفئة
عمرية تستحق التقديروالاهتمام؟ ألا ينبغي لسياسة الدولة أن تسمح للمجتمع
المدنى بمراعاة كبار السن في برامجها للتنمية ؟
0 comments:
Post a Comment